منتديات الدوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خليكم مع العفش

اذهب الى الأسفل

خليكم مع العفش Empty خليكم مع العفش

مُساهمة  محمد حسن محمد الثلاثاء مايو 17, 2011 6:33 am

النكتة المصرية الذائعة تحكي عن شاب ساقه حظه التعيس للدخول إلى حارة من حارات الباطنية في القاهرة، فإذا به فجأة يجد نفسه وجهاً لوجه أمام عصابة مسلحة، بادره زعيمها بالسؤال «إنت معانا ولا مع التانيين»، صعق الشاب من هذا السؤال مجهول الغرض، رفع رأسه ونظر إلى عيون أفراد العصابة عله يجد فيها ما يعينه على فهم السؤال الغامض، فوجدها حمراء ينقدح منها الشرر، فكر سريعاً، واهتدى للاجابة المنطقية التي تدرأ عنه هذا الشر الذي هبط عليه من حيث لا يحتسب، قال في نفسه لا يمكن أن يؤذيني هؤلاء الأشرار إذا أعلنت أني معهم، إطمأن للاجابة ونطقها بثقة وثبات «أنا معكم يا بهوات»، ولكن يا لهول ما وجد الرجل الذي كان ينتظر التهنئة على موقفه فقد انهالت عليه اللكمات والضربات وسيل من الشتائم واللعنات التي تسبه وأفراد العصابة يضربون ويصرخون «إحنا التانيين يا شاطر»، ولكن المحشش الذي كثيراً ما حكى هذه النكتة بنفسه كان «تفتيحة» وذكياً بالقدر الذي مكنّه من تفادي هذا «المقلب» باقتدار، وتقول النكتة الأخرى أن هذا «المخخنجي» عندما وجد نفسه في موقف مماثل وطُرح عليه ذات السؤال «إنت معانا ولا مع التانيين»، لم يتردد ولم يتلعثم ولم يتفاجأ بل وضع يده اليمنى على جنبه الأيمن واليسرى على الأيسر وهزّ كتفيه كناية عن الاستهتار وقال «أنا مع العفش»، فانخرط أفراد العصابة في نوبة هستيرية من الضحك استغرب لها هذا المحشش فظل يردد وهو يسير بخطى وئيدة مبتعداً عن قبضة العصابة «عالم فاضية عالم وهم»....
معانا ولا مع التانيين أو في رواية أخرى معانا ولا مع الخيانة مكيال خاسر يطففون به الكيل من يكيلون به، ونهج المع والضد نهج ظالم وثنائية مقيتة خاصة إذا انتهجه من يلون أمر الناس، ولكنه للأسف ظل فاشياً فينا وحاكماً ومتحكماً في الكثير من أوجه حياتنا وبالأخص في هذا العهد الانقاذي الذي استنبط له فقهاؤه فقهاً خاصاً تحت دعاوى حماية بيضة الدين والحفاظ على الوطن وما إليها من إدعاءات لم يكذبها الواقع المعاش الآن بعد مرور أكثر من عقدين من الزمان فحسب، وإنما آلت إلى وضع أزرى مما كان لدرجة أن البعض أصبح مطلبه الأساسي أن أعيدونا حيث وجدتمونا، لقد أحدث نهج معانا ولا مع الخيانة فرزاً مزلزلاً في أوساط المجتمع قسمه إلى فسطاطين، فسطاط المعانا وفسطاط الخيانة، ولن تحتاجون مني لحديث عن ما وجده «فسطاط المعانا» من البدريين والتابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين، وما كابده وعاناه «فسطاط الخيانة» من تشريد وتنكيل ومضايقات، فذلك ملف طويل وعريض تنوء به العصبة أولى القوة، ولنا فيه وثائق مكتوبة وحكايات موثقة للدلالة القاطعة عليه، ولكن حسبنا من أدلة ما زلَّ به أخيراً لسان مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم حين حاول «إستكراد» بعض أهالي بري في الجلسة التي جمعت الوالي بهم وكان مندور أحد شهودها، قال مندور في صيغة يبدو أنه كان يريد أن يؤكد بها أن هذه المنطقة لن تُضار «نحن عارفين إنو المنطقة دي مصنفة عندنا مؤتمر وطني» أو كما قال، ولكم بعد ذلك سادتنا القراء أن تعجبوا لهذا التصنيف ما شئتم «وتدوا ربكم العجب» إذا علمتم أن هذا الكلام قد جاء في إطار المساعي لحل مشكلة المياه التي عانى منها الأهالي ببري، ولن أجد تعليقاً على تصنيف مندور أبلغ من الرد الذي أفحمه به أحد الحضور «والما مؤتمر وطني ما يعيش يعني».... إننا في حاجة ملحة وعاجلة إلى حكمة ذلك المحشش في أن نكون جميعنا مع «العفش» هذا الوطن الحدادي مدادي بكل ألوان طيفه، «لا مع هؤلاء ولا مع التانيين» بل مع هذا الوطن وكل شعب الوطن قلباً وقالباً....

محمد حسن محمد

عدد المساهمات : 80
تاريخ التسجيل : 13/04/2011
العمر : 51
الموقع : الرياض

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى