العدل ابقى من التسامح

الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا . وشكرا جزيلا للزمن والتاريخ الذي اعاد نفسه وامجاده . شكرا لله اولا من قبل ومن بعد بعودة عمنا وكبيرنا وصديقنا وقدوتنا الى دياره استاذنا احمد ادريس عبيدون نورت الدار واسعدت القلوب وادميت المقل وانت تهل علينا كما العيد ... و معافات الجسد بعد مرض ... و اشراقات شمس بعد ظلام دامس .
سعدنا والله ونحن نتلقى خبر عودتك الى الجمعيه مع بشريات الاخبار الساره التي تغطي ربوع السودان شرقا وغربا جنوبا وشمالا سعدنا لان غيابك عن ديارك وقف سدا منيعا بيننا والافراح وابتعادك عن سفارة بلادنا الدوم الحبيبه هذ النفوس وكسر الخاطر لانك انت ... انت من اعطى ...ووهب ... وكد واجتهد من أجل الدوم وانسانها . انت من حفظ لك التاريخ كثيرا يعد مضربا للامثال ورواية في قصص الرجال وشموخهم وكل لك من اجل الشمال عامة والدوم اكثر خصوصية .
عملت لله ومن اجل الوطن ولم تنتظر لا جزاءا ولا شكورا لان العهد بك ومنك ان تتعب وتشقى حتى يرتاح غيرك وهذا هو النضال بام عينه . واليوم تعود وانا على يقين انك عايدا اكثر شبابا وحيويه لتكمل ما بدأت من رساله وقيم كيف لا وانت الانسان المدرسه ... الحكمة ... التاريخ والتاريخ نفسه يعجز عن شكرك لانك اضافة له وان كانت الشعوب قد افتخرت برموزها واعلامها فنحن هنيئا لنا ان نفتخر بك وانت رمزا وعلما لنا ولاجيالنا .
عمنا واستاذنا احمد ادريس عبيدون عفوا ان تطايرت مني الكلمات ولازمني التقصير في حقك وهذا ليس جهلا ولا عدم ادراك بل الفرحه والسرور بعودتك شتت الاذهان وذهبت بالعقول وحقا اني لسعيد وبلادي سعيده وشعبها اسعد بعودتك الى دارك فابشري سفارة الدوم بالرياض بعودة سفيرك اليها وعودتك هي عودة الروح للجسد يا عمنا احمد .
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله شكرا كثيرا لكل ساهم في لم الشمل وشكرا لاهلنا في الروابط والجمعيات الذين كانوا حمامات سلام حتى اجتمعنا وترابطنا كالاول وخصوصا ناس ايماني ومنتديات ايماني وشكرا لكل من امتدت يداه بيضاء من اجل الشمل والاخوه وشكرا لك عمنا احمد ادريس ولك مني كل تحية ولك مني انحناء تقدير وتبجيل واحترام .

لايختلف اثنان ان لاحمد عبيدون مكانا لايستطيع ان يشغله كائن كان وقد خلا هذا المكان لعدة اشهر ولم يستطع احد منا شغله ... يتميز عبيدون بانه من الرعيل الثانى الذين عاصروا الاغتراب لذا استطاع ان يسكن فى قلوبنا بحديثه وحكاياته عن البلد وادق التفاصيل عن تاريخها ... يتمتع عبيدون بعلاقات حميمة وواسعة مع الجمعيات الاخرى وللرجل صداقات وارتباطات رحم ودم معهم .. واذكر فى وفاة ابنه محمد عليه الرحمه اتت فى العزاء كم هائل من البشر جماعات وزرافات حتى ضاقت بهم جمعية الدوم ... عبيدون يتميز بعشق وحب للدوم اكثر من حبه لاقرب الناس اليه فالدوم هى محبوبته وظل يتغنى لها باشعاره ودواوينه الخاصة به . انا احد الذين كنت من اكثر الناس متفائلا لعودته مرفوع الراس كما تركها مرفوع الراس لان الجمعية هى الدوم مصغرا وهى احساس دافق يحس عبره لمحبوبته الدوم ... اختلف معك استاذى احمد فى تصورك ان البعض لايريد عودتك واحلف لك بالذى خلقنى وخلقك انه لم اجد احدا لايريد عودتك بدليل اننا سعدنا عندما رايناك فى الاستراحة لتكريم ميرغنى ووالدنا عبد القادر على نمر وفاجئناك بتقديم احدى اشعارك التى حلقت بنا بعيدا عبر افاق القرية وجذوة حنينها وتحنانها... حمدا على سلامتك وندعو العلى القدىر ان يجمعنا ولا يفرقنا فى دنيا فانية لاينفعنا فيها الا التقارب والتحابب بيننا وصلة الرحم لانه لايدخل الجنة قاطع رحم... والحمدالله رب العالمين.

الاخ الكريم الرشيد نمر مني لك الف سلام وتحايا وانت تمر عبر هذا البوست وتضع بصمتك وانت من الشباب الاوائل الذين عاصروا عمنا احمد ادريس عبيدون وانت كذلك خير شاهد على تلك الفتره الماضيه في التسعينيات والتي كنا فيها مجموعة من الشباب العصافير حسب ما كنا نسمى في الجمعيه وعصافير للذين لم يعاصروا تلك الفتره كانت تطلق على الذين ليس لديهم اقامات او عمل . وتلك الفتره شهدت كثيرا من الاحداث التي كانت بالنسبه لنا غير مرضيه وفيها اذلال ومهانه ليس من الجوازات السعوديه وحدها بل كانت من ناس هم ناسنا واهلنا وناس بلدنا خلاف القله القليله التي وقفت معنا وكان على رأسهم عمنا احمد ادريس الذي وقف معنا وفتح لنا داره لكي نستظل فيها ولكي تكون لنا خندق وساتر من الذي شهدنا في تلك الفتره ونحن نتشتت مابين القصور والبيوت خوفا على الجمعية وسلامة من كان يقيم فيها ودار عم احمد ادريس كانت الدار الوحيده العائليه المجاروه للجمعيه وكنا نجلس بها اياما ونحن كالنازحين المشردين وحتى حرمه المصون استقطعت من راحتها وكانت تقف طيلة اليوم داخل المطبخ لتخدمنا دون كلل او ملل ونحن متقلين دمنا ليس صفه فينا ولكن لان اكثر الناس حينها تخنوا جلدهم من ناحيتنا وخافوا على مصالحهم .وانا اذكر هذا كشهادة في حق الرجل جميع من عاش معنا تلك الايام يتزكرها الا من ابت نفسه الا يتزكر والا يحفظ الجميل لعمنا احمد ادريس وهو الرجل الذي ظل يعمل من اجل الدوم كي تزدهر وتنمو وقدم لها الكثير وهو يعمل في العمل العام جماعه وفرادا ومن اجل العمل العام تناسى وتجاهل نفسه واسرته عمل من اجل المصلحه العامة وتناسى مصالحة الشخصيه عمر ديار غيره وتجاهل عمران داره حمل هم البشريه في الدوم وتخلى عن مستقبل اولاده واسرته . اخي الرشيد هل توجد نيه اخلاص اكثر من هذه وهل يوجد تفاني وتجرد ونكران اكثر من ما قدم عمنا احمد ويقيني انه سيظل يعمل ويعمل حتى يكل العمل نفسه وجاء الدور ياخي الرشيد علينا ان نرد له الدين لاننا اولاد بلد وفينا روح الاصاله ولا بد ان نقدم له جزء من ما قدم ورد الدين الذي اقصده ليس باقامة المهرجانات والاحتفالات ولا تقديم الشهادات المزخرفه بل نرد له الدين ببعض كلمات في حق الرجل لكي يحفظها ويعرفها من بعدنا الاجيال الذين لم يسعدهم الحظ بمعرفته او معاشرته وعمنا واستاذنا احمد ادريس تاريخ لا يقل عن تاريخ الحضارات والاهرامات وسور الصين العظيم بشئ واتأسف حقيقه ان أتت كلماتي عاجزات خجولات في حقه ولا استطيع ان اقول له شكرا لما قدمت لان ماذال هناك كثير نحتاجه منه ولنترك شكره للزمن والتاريخ والايام

لقد ابحرتى بى اخى اسامة فى ايام العزوبية عندما كان فعلا منزل عبيدون هو مرتعنا وامننا و خندقنا الذى كنا فيه اصحابه وخالتنا زهرة الزهور وبقية العقد الفريد من ابنائها هم كانوا الضيوف ونحن اصحاب الدار لقد طفت بمخيلتى لاجمل ايام عمرى مع هذه الاسرة الكريمة التى عندما نكون جوعى نأوى اليهم لقد كنا نخرج سويا بعربتى الى كل مكان او زيارة حتى عبرهم استطعت تكون علاقات ومعرفة كنت الاخ والابن لهذه الاسرة ولكن سنة الحياة التى جعلت هناك اسرة اخرى اتحمل مسؤليتها جعلت بيننا بعض الفرقة والجفوة ولكن بحمدالله ما زال بيننا الود والحب والاحترام .... ولكن يظل بينى وبين احمد عبيدون خلاف فى العمل العام و تتفق معى على ذلك زهرة ام محمد وكثيرا ما ذكرت له ان يبتعد عن الدخول فى لجان الجمعية لان عبيدون من حبه العميق للدوم واهلها يريد كل شئ ان يسير حسب ما رسم له وهذا لا يتأت فى ظل اختلاف الاراء وطبائع من يعمل منهم مما ينعكس ذلك على عبيدون بالتضجر وضيق الصدر فيحدث الخلاف ... ولا ازيع لك سرا حدوثنى الاخوان برابطة دنقلا بان عبيدون من انشط الكوادر التى فى الرابطة وهذه شهادة انا شخصيا اعتز بها ومن ورائى اهل الدوم ... والخلاف الذى حدث اخيرا كان من الممكن تجاوزه لو تم تحكيم العقل فهو خلاف بسيط لا يستحق كل هذا العناء .. فلا توجد اخى اسامة قضية او مشكلة ليس لها حل وخاصة ما يحكم بيننا ليست الدساتير بل التسامح والتقاضى عن الهنات والهفوات ... واشكرك على مداخلتك الرائعة والتى ان دلت انما تدل على مكانة صاحبها فى الرقى والوقار ... ودمت اخى .