انهيار الاقتصاد و افلاس الدولة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
انهيار الاقتصاد و افلاس الدولة
فى مثل هذه الأيام من العام الماضي بشرنا وزير المالية بأن إنفصال الجنوب لن يكون له أي آثار سالبة على أداء الإقتصاد السوداني، أو على موازنته السنوية. بل ذهب سيادته أبعد من ذلك ليؤكد لنا بأن إنفصال الجنوب سيقع بردا وسلاما على إقتصاد السودان وشعبه، لأن ما كان يصرف على الحرب، أو ما كان يذهب دعما لإقتصاد الجنوب، سوف يوجه الى تنمية إقتصاد ما تبقى من الوطن وتحسين الوضع المعيشي لأبناء شعبه.
وبعد مرور تسعة أشهر فقط من إنفصال الجنوب يأتي نفس هذا الوزير ليقول لنا، ومن تحت قبة برلمان دولة الفساد والإستبداد، بأن الميزانية تواجه عجزا يقارب الثلاثة مليار جنيه (بالجديد) نتيجة لإنفصال الجنوب وجفاف المصادر المالية من تصدير البترول، وكذلك عدم الإتفاق على رسوم مرور بترول الجنوب عبر أنابيب دولة الشمال الى ميناء التصدير...فتأمل!
لقد بدأ يساورني شك حقيقي حول قدرة هذا الوزير بالذات على فهم مبادئ علم الإقتصاد،بشقيه النظرى والتطبيقي، حتى وإن إفترضنا أنه يحمل شهادة من كلية لندن للإقتصاد، لإنه قد أثبت بالتجربة العملية إنه يصلح كأفضل نموذج لمن أطلقت عليهم فى مقالات سابقة "قيادات الجهل المسلح بالشهادات".
والآن إليكم الدليل على جهل هذا الوزير بمبادئ علم الإقتصاد، وبالأخص مبادئ إقتصاديات المالية العامة. لو طلب من أي طالب جامعي، وهو يحبو على عتبة التخصص فى علم الإقتصاد البحت، أن يعرف لنا ميزانية أي دولة فى العالم لأجابك على الفور على أنها،"بيان تقديري مفصل يحتوي على الإيرادات العامة التى يتوقع أن تحصلها الدولة، والنفقات العامة التى يلزم إنفاقها خلال سنة مالية قادمة". وهي بهذا المعني "تعتبر بمثابة البرنامج المالي للخطة عن سنة مالية مقبلة من أجل تحقيق أهداف محددة فى إطار الخطة العامة للتنمية الإقتصادية والإجتماعية للدولة".
ثم سيضيف لك هذا الطالب النجيب بأن الميزنية تعني فى الواقع ما يلي:
1- ميزانية الدولة عبارة عن قائمة أو بيان بإيرادات الدولة ومصروفاتها
2- ميزانية الدولة تقديرية وليست فعلية
3- تتعلق بفترة زمنية محددة تكون عادة سنة، و
4- تكون معتمدة من قبل السلطة التشريعية فى البلاد.
ثم لن ينسي هذا الطالب النجيب بأن يذكر لك شرطا هاما لإعداد الميزانية السنوية للدولة وهو وجوب إعدادها وفقا لمجموعة إفتراضات واقعية تكون مستمدة من التجربة العملية لأداء موازنات الدولة السابقة عبر سلسلة زمنية محددة، حتى تكون عملية ومتوازنة. وأخيرا سيقول لك هذا الطالب النجيب بأنه يجب إعداد أكثر من سيناريو واحد للميزانية، على أن يكون أحدها أسوأ سيناريو متوقع، ويمكن تنفيذه حال تعثر أداء السيناريو الأفضل الذى تم إعتماده.
إذا كان هذا هو رأي طالب كلية الإقتصاد فى منهجية إعداد الميزانية العامة للدولة، فما رأي السيد وزير المالية، خريج كلية الإقتصاد، وصاحب الخبرة فى شؤون الحكم والإدارة التى تعادل عمر هذا الطالب. إن السيد الوزير قد تجاهل عمدا جميع المفاهيم المتعارف عليها فى إعداده لموازنة العام الماضي، حيث أنه لم يبني موازنته على إفتراضات واقعية أوسليمة فقط، لكن الأسوأ من ذلك إنه قد تجاهل الواقع الماثل أمامه لتركيبة الإقتصاد السوداني.
لقد كان السيد الوزير يعلم يقينا بأن إنفصال الجنوب قد أصبح واقعا معاشا بحكم نتيجة الإستفتاء الذى أجري فى يناير من نفس عام إعداد الميزانية. وقد كان يعلم تماما كذلك بأن موارد البترول، التى تشكل حوالي 70% من موارده المحلية، وحوالي 90% من موارد عملته الصعبة، سوف تذهب الى دولة الجنوب الوليدة، التى سعى جاهدا، هو وأفراد عصابته الحاكمة لقيامها، ولن يكون له مصدر إيرادات أخرى سوى جلد ظهر الشعب بسياط الضرائب والرسوم، لأن دولته الرسالية قد حطمت القاعدة والمشاريع الإنتاجية التى كانت تدر دخلا محترما للدولة، ويعيش من خلالها مئات الآلاف من الأسر، ويأتي فى مقدمتها مشروع الجزيرة التى كانت خضراء فى أزمان غابرة قبل مجئ عهدهم الظلامي البائس.
ولكن المدهش حقا أن يأتي لنا السيد الوزير ليكشف أمام برلمانه الكرتوني، وفى قوة عين يحسد عليها،"عن عجز فى ميزان المدفوعات فى الربع الأول من العام 2012م قدره حوالي 286 مليون دولار مقابل فائض بلغ حوالي 183 مليون دولار فى الربع الأول من العام الماضي". بمعنى آخر أن فائض العام الماضى فى ميزان المدفوعات قد كان نتيجة لصادرات النفط وقد تحول الى عجز خلال نفس الفترة من هذا العام نتيجة لعدم وجود موارد بترولية يمكن تصديرها. ثم يضيف معاليه،"بأن العجز فى الميزان التجاري بلغ حوالي 540 مليون دولار"، بمعني أن السودان قد إستورد من السلع والخدمات من بقية دول العالم أكثر مما صدر إليها. ويضيف معاليه قائلا لأعضاء برلمانه الكرتوني بأن العجز الكلي فى موازنته قد بلغ (2986) مليار جنيه، أي حوالي ثلاثة مليارات من الجنيهات( بالجديد) بالتمام والكمال.
إن الأرقام التى أوردها السيد الوزير كان من المفترض أن تشكل توقعاته للميزانية التى يتحدث عنها عند إعدادها، لو أخذ سيادته حقائق الواقع الإقتصادي الماثل أمامه حينها، بدلا من أن يذرف دموع التماسيح على نتائج تجاهلها لأسباب آيديولوجية وسياسية بحتة لا علاقة لها بعلم الإقتصاد. ثم يستمر السيد الوزير سالكا نفس أسلوب قوة العين ليقول لنا بأنه سيتخذ "جملة تدابير مالية ونقدية فى الوقت المناسب" لإحتواء"الخلل الواضح فى مؤشرات الإقتصاد الوطني خلال الربع الأول للعام الجارى".
إن هذا الخلل قد كان واضحا وضوح الشمس لكل من له بصيرة، ناهيك عن أن يكون وزيرا مسئولا عن إعداد الميزانية السنوية للدولة. وبما أن وزيرنا الهمام قد أصيب بالعمى الآيديولوجي،شفاه الله، فقد عجز تماما عن رؤية هذا الواقع البائس، وأؤكد لكم بأنه لن يتمكن من ذلك حتى زوال ذلك المرض اللعين!
ولأن السيد الوزير إستمر ينطق عن الهوى من داخل "قفصه الآيديولجي"، فقد أكد لأعضاء برلمانه الكرتوني "صعوبة السيطرة على التصاعد الجنوني للأسعار"، قائلا بالحرف الواحد،" ممكن ترتفع الأسعار لكن ما حتحصل ندرة وما حتكون فى صفوف". ولكن سيادته لم يوضح لنا أسباب هذا النجاح الباهر فى محاربة الصفوف، وفشله الذريع فى محاربة إرتفاع الأسعار بهذا المعدل الجنوني.
السبب بسيط للغاية يا معالي الوزير وقد تمثل فى هذه المعادلة الواقعية التى رسمتها لك ’أختك فى الله‘ سعاد الفاتح حينما قالت لأعضاء برلمانك الكرتوني،"الناس التحت قبة البرلمان ما عارفين ظروف الناس العايشة برا الوصلت بيهم الحالة الى تناول وجبة سخينة فقط فى اليوم". وبالمناسبة يا معالي الوزير الدكتورة ما قاصدة بي "برا" دي الناس العايشة خارج أرض الوطن، زي فى أمريكا ’الدنى عذابها"، على سبيل المثال، وإنما قصدت الغبش والغلابة من "إخوانك" السودانيين العايشين "برا" قبة البرلمان، بمن فيهم بعض إخوانك فى الله!
وبلغة إقتصادية مبسطة وواضحة فإن حديث الدكتورة يعني أن دخل أكثر من 90% من بنات وأبناء الشعب السوداني أصبح خارج نطاق القوة الشرائية، وبالتالي لا يمكن حسابه ضمن الطلب الفعال داخل الدورة الإقتصادية، وبالتالى صدق ما قلته بأنه "ما حتكون فى صفوف"، ولكن ليس للسبب الذي أوردته بأنه "ما حتحصل ندرة"، ولكن للأسباب التى أوردناها عاليه، أتمنى أن تكون قد إستوعبتها تماما، لأن الشعب سيمتحنك فيها عما قريب، متمنيا لك من كل قلبي النجاح الباهر فى ذلك الإمتحان الصعب!!
إن إشارة أعضاء برلمانك الكرتوني الى أن "مبلغ مليون جنيه ما بيملى قفة لأن الأسعار مرتفعة بنسبة 300%" هو ما دفع "أخوك فى الله" الزبير أحمد الحسن، رئيس اللجنة المالية والإقتصادية،والذى جلس قبلك على نفس هذا الكرسي، أن يقترح عليك أن تكثر من "الإستغفار" عسى ولعله يعينك على أن تجد مخرجا من هذه "الورطة" الإقتصادية المستدامة فى ظل حكمكم الظلامي البائس الذى أفقر الشعب وأورده موارد التهلكة.
ما أود تأكيده فى نهاية هذا المقال، معالي الوزير، هو أنه مهما أكثرت من الإستغفار، حتى وإن عكفت داخل مسجد النور، الذى يجمع ’ أولياء الله الصالحين‘ من قيادات الإنقاذ، ليل نهار لإدارة دفة الإقتصاد السوداني المنهار، أو حتى لو إستعنت بالجن، كما إقترح أحد ’البدريين‘ فى أول مؤتمر إقتصادي تعقده دولتكم الرسالية، بعد تجاح إنقلابكم المشؤوم، لمعالجة الأزمة المالية والإقتصادية الخانقة التى تمسك بتلابيبكم، فإنك لن تنجح فى تجاوزها وذلك للأسباب التالية:
1- تحويلكم للإقتصاد الى إقتصاد حرب لأن إستمرار الحرب والتعبئة هما سر وإكسير إستمراركم فى الحكم. فحينما تفرض حالة الطوارئ فى البلاد، وإن تم ذلك بالقطعة وبصورة مجزأة، كما حدث فى سيناريو تفتيت البلاد، فإن ذلك يعني أن أولويات الصرف ستكون على الجيش وأجهزة الأمن وليس على توفير السلع و الخدمات، كما ينبغى فى أي دولة تعني بخدمة شعبها.
2- إنهيار القاعدة و المشاريع الإنتاجية للإقتصاد، وبالتالى عدم توفر صادر يكفي البلاد إحتياجاتها من العملة الصعبة.
3- عدم القدرة على إستيراد ضروريات الحياة جراء ذلك، وكذلك جراء عدم وجود شخص عاقل، أو دولة تراعي مصالح شعبها، يمكن أن يوفر لكم مصدر تمويل من العملة الصعبة، هذا إن تبقى مصدر فى العالم لم تقوموا ب"شحدته"، ويمكنك أخذ المعلومات الدقيقة فى هذا الشأن من "أخيك فى الله" مصطفى عثمان إسماعيل!
4- عدم توفر الموارد المحلية لأنكم قد قمتم بنهبها وسرقتها، على قلتها، ولم تدخروا "القرش الأبيض" ليوم أسود كهذا، ليس من أجل عيون الشعب المغلوب على أمره، ولكن لحماية نظامكم البئيس من الإنهيار الكامل.
5- الفساد الذى ضرب بأطنابه كل ركن من أركان دولتكم الرسالية وأصبح يشكل أولوية بالنسبة لرئاسة الجمهورية التى أصبحت الراعي الأول له، ودونك قضية مدير وكالة سونا مع وزير الإعلام المقال. وحينما يصبح الفساد منهجا لإدارة شؤون البلاد والعباد فقل على الدنيا السلام، وليس نظام الإنقاذ وحده!
إن "قفة الخضار" و"حلة الملاح" سيكونا بمثابة الدينمو المحرك لإنتفاضة شعبنا القادمة، غض النظر عن وجود قيادات فاعلة أم لا، لأن وجبة السخينة التى يعيش عليها "الناس البرا" ستختفى قريبا، إن إستمرت الدولة الرسالية فى إدارة دفة الإقتصاد وفق هذا المنهج الخاطئ، والذى ليس لكم من بديل موضوعي وفاعل له. وحينما تختفي وجبة السخينة من على ’مائدة‘ الغلابة والغبش من بنات وأبناء شعبنا "شيلوا شيلتكم"، و "خلوا بالكم الشعب ده ما هين يسكت يسكت ولما ينفجر الله يستر"، أو كما قالت ’أختكم فى الله‘ سعاد الفاتح...والعاقل من أخذ بنصيحة ’أخته‘!؟
9/5/2012م
وبعد مرور تسعة أشهر فقط من إنفصال الجنوب يأتي نفس هذا الوزير ليقول لنا، ومن تحت قبة برلمان دولة الفساد والإستبداد، بأن الميزانية تواجه عجزا يقارب الثلاثة مليار جنيه (بالجديد) نتيجة لإنفصال الجنوب وجفاف المصادر المالية من تصدير البترول، وكذلك عدم الإتفاق على رسوم مرور بترول الجنوب عبر أنابيب دولة الشمال الى ميناء التصدير...فتأمل!
لقد بدأ يساورني شك حقيقي حول قدرة هذا الوزير بالذات على فهم مبادئ علم الإقتصاد،بشقيه النظرى والتطبيقي، حتى وإن إفترضنا أنه يحمل شهادة من كلية لندن للإقتصاد، لإنه قد أثبت بالتجربة العملية إنه يصلح كأفضل نموذج لمن أطلقت عليهم فى مقالات سابقة "قيادات الجهل المسلح بالشهادات".
والآن إليكم الدليل على جهل هذا الوزير بمبادئ علم الإقتصاد، وبالأخص مبادئ إقتصاديات المالية العامة. لو طلب من أي طالب جامعي، وهو يحبو على عتبة التخصص فى علم الإقتصاد البحت، أن يعرف لنا ميزانية أي دولة فى العالم لأجابك على الفور على أنها،"بيان تقديري مفصل يحتوي على الإيرادات العامة التى يتوقع أن تحصلها الدولة، والنفقات العامة التى يلزم إنفاقها خلال سنة مالية قادمة". وهي بهذا المعني "تعتبر بمثابة البرنامج المالي للخطة عن سنة مالية مقبلة من أجل تحقيق أهداف محددة فى إطار الخطة العامة للتنمية الإقتصادية والإجتماعية للدولة".
ثم سيضيف لك هذا الطالب النجيب بأن الميزنية تعني فى الواقع ما يلي:
1- ميزانية الدولة عبارة عن قائمة أو بيان بإيرادات الدولة ومصروفاتها
2- ميزانية الدولة تقديرية وليست فعلية
3- تتعلق بفترة زمنية محددة تكون عادة سنة، و
4- تكون معتمدة من قبل السلطة التشريعية فى البلاد.
ثم لن ينسي هذا الطالب النجيب بأن يذكر لك شرطا هاما لإعداد الميزانية السنوية للدولة وهو وجوب إعدادها وفقا لمجموعة إفتراضات واقعية تكون مستمدة من التجربة العملية لأداء موازنات الدولة السابقة عبر سلسلة زمنية محددة، حتى تكون عملية ومتوازنة. وأخيرا سيقول لك هذا الطالب النجيب بأنه يجب إعداد أكثر من سيناريو واحد للميزانية، على أن يكون أحدها أسوأ سيناريو متوقع، ويمكن تنفيذه حال تعثر أداء السيناريو الأفضل الذى تم إعتماده.
إذا كان هذا هو رأي طالب كلية الإقتصاد فى منهجية إعداد الميزانية العامة للدولة، فما رأي السيد وزير المالية، خريج كلية الإقتصاد، وصاحب الخبرة فى شؤون الحكم والإدارة التى تعادل عمر هذا الطالب. إن السيد الوزير قد تجاهل عمدا جميع المفاهيم المتعارف عليها فى إعداده لموازنة العام الماضي، حيث أنه لم يبني موازنته على إفتراضات واقعية أوسليمة فقط، لكن الأسوأ من ذلك إنه قد تجاهل الواقع الماثل أمامه لتركيبة الإقتصاد السوداني.
لقد كان السيد الوزير يعلم يقينا بأن إنفصال الجنوب قد أصبح واقعا معاشا بحكم نتيجة الإستفتاء الذى أجري فى يناير من نفس عام إعداد الميزانية. وقد كان يعلم تماما كذلك بأن موارد البترول، التى تشكل حوالي 70% من موارده المحلية، وحوالي 90% من موارد عملته الصعبة، سوف تذهب الى دولة الجنوب الوليدة، التى سعى جاهدا، هو وأفراد عصابته الحاكمة لقيامها، ولن يكون له مصدر إيرادات أخرى سوى جلد ظهر الشعب بسياط الضرائب والرسوم، لأن دولته الرسالية قد حطمت القاعدة والمشاريع الإنتاجية التى كانت تدر دخلا محترما للدولة، ويعيش من خلالها مئات الآلاف من الأسر، ويأتي فى مقدمتها مشروع الجزيرة التى كانت خضراء فى أزمان غابرة قبل مجئ عهدهم الظلامي البائس.
ولكن المدهش حقا أن يأتي لنا السيد الوزير ليكشف أمام برلمانه الكرتوني، وفى قوة عين يحسد عليها،"عن عجز فى ميزان المدفوعات فى الربع الأول من العام 2012م قدره حوالي 286 مليون دولار مقابل فائض بلغ حوالي 183 مليون دولار فى الربع الأول من العام الماضي". بمعنى آخر أن فائض العام الماضى فى ميزان المدفوعات قد كان نتيجة لصادرات النفط وقد تحول الى عجز خلال نفس الفترة من هذا العام نتيجة لعدم وجود موارد بترولية يمكن تصديرها. ثم يضيف معاليه،"بأن العجز فى الميزان التجاري بلغ حوالي 540 مليون دولار"، بمعني أن السودان قد إستورد من السلع والخدمات من بقية دول العالم أكثر مما صدر إليها. ويضيف معاليه قائلا لأعضاء برلمانه الكرتوني بأن العجز الكلي فى موازنته قد بلغ (2986) مليار جنيه، أي حوالي ثلاثة مليارات من الجنيهات( بالجديد) بالتمام والكمال.
إن الأرقام التى أوردها السيد الوزير كان من المفترض أن تشكل توقعاته للميزانية التى يتحدث عنها عند إعدادها، لو أخذ سيادته حقائق الواقع الإقتصادي الماثل أمامه حينها، بدلا من أن يذرف دموع التماسيح على نتائج تجاهلها لأسباب آيديولوجية وسياسية بحتة لا علاقة لها بعلم الإقتصاد. ثم يستمر السيد الوزير سالكا نفس أسلوب قوة العين ليقول لنا بأنه سيتخذ "جملة تدابير مالية ونقدية فى الوقت المناسب" لإحتواء"الخلل الواضح فى مؤشرات الإقتصاد الوطني خلال الربع الأول للعام الجارى".
إن هذا الخلل قد كان واضحا وضوح الشمس لكل من له بصيرة، ناهيك عن أن يكون وزيرا مسئولا عن إعداد الميزانية السنوية للدولة. وبما أن وزيرنا الهمام قد أصيب بالعمى الآيديولوجي،شفاه الله، فقد عجز تماما عن رؤية هذا الواقع البائس، وأؤكد لكم بأنه لن يتمكن من ذلك حتى زوال ذلك المرض اللعين!
ولأن السيد الوزير إستمر ينطق عن الهوى من داخل "قفصه الآيديولجي"، فقد أكد لأعضاء برلمانه الكرتوني "صعوبة السيطرة على التصاعد الجنوني للأسعار"، قائلا بالحرف الواحد،" ممكن ترتفع الأسعار لكن ما حتحصل ندرة وما حتكون فى صفوف". ولكن سيادته لم يوضح لنا أسباب هذا النجاح الباهر فى محاربة الصفوف، وفشله الذريع فى محاربة إرتفاع الأسعار بهذا المعدل الجنوني.
السبب بسيط للغاية يا معالي الوزير وقد تمثل فى هذه المعادلة الواقعية التى رسمتها لك ’أختك فى الله‘ سعاد الفاتح حينما قالت لأعضاء برلمانك الكرتوني،"الناس التحت قبة البرلمان ما عارفين ظروف الناس العايشة برا الوصلت بيهم الحالة الى تناول وجبة سخينة فقط فى اليوم". وبالمناسبة يا معالي الوزير الدكتورة ما قاصدة بي "برا" دي الناس العايشة خارج أرض الوطن، زي فى أمريكا ’الدنى عذابها"، على سبيل المثال، وإنما قصدت الغبش والغلابة من "إخوانك" السودانيين العايشين "برا" قبة البرلمان، بمن فيهم بعض إخوانك فى الله!
وبلغة إقتصادية مبسطة وواضحة فإن حديث الدكتورة يعني أن دخل أكثر من 90% من بنات وأبناء الشعب السوداني أصبح خارج نطاق القوة الشرائية، وبالتالي لا يمكن حسابه ضمن الطلب الفعال داخل الدورة الإقتصادية، وبالتالى صدق ما قلته بأنه "ما حتكون فى صفوف"، ولكن ليس للسبب الذي أوردته بأنه "ما حتحصل ندرة"، ولكن للأسباب التى أوردناها عاليه، أتمنى أن تكون قد إستوعبتها تماما، لأن الشعب سيمتحنك فيها عما قريب، متمنيا لك من كل قلبي النجاح الباهر فى ذلك الإمتحان الصعب!!
إن إشارة أعضاء برلمانك الكرتوني الى أن "مبلغ مليون جنيه ما بيملى قفة لأن الأسعار مرتفعة بنسبة 300%" هو ما دفع "أخوك فى الله" الزبير أحمد الحسن، رئيس اللجنة المالية والإقتصادية،والذى جلس قبلك على نفس هذا الكرسي، أن يقترح عليك أن تكثر من "الإستغفار" عسى ولعله يعينك على أن تجد مخرجا من هذه "الورطة" الإقتصادية المستدامة فى ظل حكمكم الظلامي البائس الذى أفقر الشعب وأورده موارد التهلكة.
ما أود تأكيده فى نهاية هذا المقال، معالي الوزير، هو أنه مهما أكثرت من الإستغفار، حتى وإن عكفت داخل مسجد النور، الذى يجمع ’ أولياء الله الصالحين‘ من قيادات الإنقاذ، ليل نهار لإدارة دفة الإقتصاد السوداني المنهار، أو حتى لو إستعنت بالجن، كما إقترح أحد ’البدريين‘ فى أول مؤتمر إقتصادي تعقده دولتكم الرسالية، بعد تجاح إنقلابكم المشؤوم، لمعالجة الأزمة المالية والإقتصادية الخانقة التى تمسك بتلابيبكم، فإنك لن تنجح فى تجاوزها وذلك للأسباب التالية:
1- تحويلكم للإقتصاد الى إقتصاد حرب لأن إستمرار الحرب والتعبئة هما سر وإكسير إستمراركم فى الحكم. فحينما تفرض حالة الطوارئ فى البلاد، وإن تم ذلك بالقطعة وبصورة مجزأة، كما حدث فى سيناريو تفتيت البلاد، فإن ذلك يعني أن أولويات الصرف ستكون على الجيش وأجهزة الأمن وليس على توفير السلع و الخدمات، كما ينبغى فى أي دولة تعني بخدمة شعبها.
2- إنهيار القاعدة و المشاريع الإنتاجية للإقتصاد، وبالتالى عدم توفر صادر يكفي البلاد إحتياجاتها من العملة الصعبة.
3- عدم القدرة على إستيراد ضروريات الحياة جراء ذلك، وكذلك جراء عدم وجود شخص عاقل، أو دولة تراعي مصالح شعبها، يمكن أن يوفر لكم مصدر تمويل من العملة الصعبة، هذا إن تبقى مصدر فى العالم لم تقوموا ب"شحدته"، ويمكنك أخذ المعلومات الدقيقة فى هذا الشأن من "أخيك فى الله" مصطفى عثمان إسماعيل!
4- عدم توفر الموارد المحلية لأنكم قد قمتم بنهبها وسرقتها، على قلتها، ولم تدخروا "القرش الأبيض" ليوم أسود كهذا، ليس من أجل عيون الشعب المغلوب على أمره، ولكن لحماية نظامكم البئيس من الإنهيار الكامل.
5- الفساد الذى ضرب بأطنابه كل ركن من أركان دولتكم الرسالية وأصبح يشكل أولوية بالنسبة لرئاسة الجمهورية التى أصبحت الراعي الأول له، ودونك قضية مدير وكالة سونا مع وزير الإعلام المقال. وحينما يصبح الفساد منهجا لإدارة شؤون البلاد والعباد فقل على الدنيا السلام، وليس نظام الإنقاذ وحده!
إن "قفة الخضار" و"حلة الملاح" سيكونا بمثابة الدينمو المحرك لإنتفاضة شعبنا القادمة، غض النظر عن وجود قيادات فاعلة أم لا، لأن وجبة السخينة التى يعيش عليها "الناس البرا" ستختفى قريبا، إن إستمرت الدولة الرسالية فى إدارة دفة الإقتصاد وفق هذا المنهج الخاطئ، والذى ليس لكم من بديل موضوعي وفاعل له. وحينما تختفي وجبة السخينة من على ’مائدة‘ الغلابة والغبش من بنات وأبناء شعبنا "شيلوا شيلتكم"، و "خلوا بالكم الشعب ده ما هين يسكت يسكت ولما ينفجر الله يستر"، أو كما قالت ’أختكم فى الله‘ سعاد الفاتح...والعاقل من أخذ بنصيحة ’أخته‘!؟
9/5/2012م
الرشيد نمر- عدد المساهمات : 201
تاريخ التسجيل : 22/05/2011
متى يعود الرشيد لرشده
كنت اتمنى من الرشيد (راكوبة ) الاشادة بهذه الميزانية التي رغم التحديات الصعبة لم تنهار فلم ترى في الوفاء بالتعويضات والدولارات والرواتب لأهلك الجنوبيين الذين اتجهوا جنوبا ليدبروا المكايد ويفجروا بترول هجليج ويحرقوا البترول ليجوع الشعب الذي اقتسم قوته ليوفيهم حقهم .
لم تشيد بها رغم والوفاء بالتزامات الولايات وخاصة دارفور الملتهبة ايضا بفعل جماعتك (ناس الحلوا ) الذين يقتلون ويحرقون ويسلبون الابرياء ومما جعل الكلفة الامنية لحمايتهم هي فوق كل الاولويات رغم ذلك طريق الانقاذ الغربي يواصل مسيرته وبكل همة وتوفير المياه الذي بلغ (800) مليون دولار خلال الربع الاول من الميزانية لم ترى المصانع الاسمنت والسكر لم ترى دخول الذهب بنسبة 2.50 مليار دولار (وذلك بفضل الدعاء والاستغفار ) مايعادل 3/4 من ايرادات البترول وايضا لماذا لم تقف عند الدعم للاسر الفقيرة المتمثل في التامين الصحي والدعم المباشر في الرواتب والدعم المباشر عبر (صندوق الزكاة ) والمشاريع الصغير لبعض للشباب لتفعيل الحركة في الاقتصاد وتقليل لحجم التضخم ولماذا لم تكن لك الشجاعة في ذكر ان نتاج البترول في نهاية العام سيصل ال 180 برميل يوميا لدخول ابار جديدة في دائرة الانتاج اما عن موضوع الانفصال وتأثيره على الميزانية لخروج البترول بكمية كبيرة منها فعلا لم تكن لتتأثر الميزانية اذا كان الضخ عبر الانابيب الشمالية كما كان متفق عليه والتى دفعت الحكومة مليارات الدولارات في تأسيسها وحتى ذلك بترول الجنوب الذي لم تشتري حكومتك الجنوبية محبس له استلمته جاهزا كل ذلك تحملته حكومة السودان من اقتصادها ومن الطبيعي لاي شخص ملم بأبجدية الاقتصاد عندما تخرج ايرادات ضمن الميزانية بصورة مفاجئة لابد ان يختل ولكن كنت اتوقع تعكفون على دراسة انهيار اقتصاد الحنوب الذي وصل الحضيض وان تناقش ميزانية الجنوب لو جدت اصلا ... او تذرف الدموع على ذلك الشعب المغلوب على امرة اهلكه الجوع والمرض والذي تحكمه عصابة تترك اسرها في اوربا وأمريكا وتحشر ابناء الابرياء في نيران حرب لا يحصد نتاجها غير الصهيونية واما عن الفساد الذي تم النقاش حولة على الهواء الطلق امام العالم كلة في البرلمان هذة ظاهرة صحية وانه محصور وليس عام كما كان في السابق والذي لبسته حكومة الطائفية والسيدين الهالكة ثوب ... والبترول كان في عهدها في ميزان الاستيراد وفي بند الاعانات والمنح والاغاثات وليس في التصدير كما اليوم اما حكومة الجنوب التي تتغنى بها اسال ناس ريك مشار عن الدولارات المهربة بالتابوت ليوغندا وناس عرمان وسليفاكير اصحاب الحسابات في امريكا .
اخي اذا كان سماعكم لمناقشة رفع الدعم من البترول جعلكم تبرون اقلامكم لمخاطبة الشعب ليخرج للشارع ليخلع حكومة الانقاذ انتم واهمون الشعب الذي قدم (50) شاب شهيد امثال محمد الماحي قائد طليعة التحرير في معركة هجليج والشعب الذي خرج عن بكرة ابيه فرحا ومباركا للمسيرة لن ينساق لمؤامرتكم البقيضة والتي هي ليس لها حكم غير الخيانة العظماء .
اما استخفافك بسلاح الاستغفار والدعاء لا تنجرف ورا كتابك (الرواكيب ) وتخرج عن ثوابت الدين و عن جهالة ..... والا تعليق لي غير ان اذكرك بالاية الكريمة وان لم تقرأها من قبل ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمدكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ) .
اخي لا تكابر عود لرشدك ولا تجري خلف السراب فلم يلحقه غيرك ,,,,,
لم تشيد بها رغم والوفاء بالتزامات الولايات وخاصة دارفور الملتهبة ايضا بفعل جماعتك (ناس الحلوا ) الذين يقتلون ويحرقون ويسلبون الابرياء ومما جعل الكلفة الامنية لحمايتهم هي فوق كل الاولويات رغم ذلك طريق الانقاذ الغربي يواصل مسيرته وبكل همة وتوفير المياه الذي بلغ (800) مليون دولار خلال الربع الاول من الميزانية لم ترى المصانع الاسمنت والسكر لم ترى دخول الذهب بنسبة 2.50 مليار دولار (وذلك بفضل الدعاء والاستغفار ) مايعادل 3/4 من ايرادات البترول وايضا لماذا لم تقف عند الدعم للاسر الفقيرة المتمثل في التامين الصحي والدعم المباشر في الرواتب والدعم المباشر عبر (صندوق الزكاة ) والمشاريع الصغير لبعض للشباب لتفعيل الحركة في الاقتصاد وتقليل لحجم التضخم ولماذا لم تكن لك الشجاعة في ذكر ان نتاج البترول في نهاية العام سيصل ال 180 برميل يوميا لدخول ابار جديدة في دائرة الانتاج اما عن موضوع الانفصال وتأثيره على الميزانية لخروج البترول بكمية كبيرة منها فعلا لم تكن لتتأثر الميزانية اذا كان الضخ عبر الانابيب الشمالية كما كان متفق عليه والتى دفعت الحكومة مليارات الدولارات في تأسيسها وحتى ذلك بترول الجنوب الذي لم تشتري حكومتك الجنوبية محبس له استلمته جاهزا كل ذلك تحملته حكومة السودان من اقتصادها ومن الطبيعي لاي شخص ملم بأبجدية الاقتصاد عندما تخرج ايرادات ضمن الميزانية بصورة مفاجئة لابد ان يختل ولكن كنت اتوقع تعكفون على دراسة انهيار اقتصاد الحنوب الذي وصل الحضيض وان تناقش ميزانية الجنوب لو جدت اصلا ... او تذرف الدموع على ذلك الشعب المغلوب على امرة اهلكه الجوع والمرض والذي تحكمه عصابة تترك اسرها في اوربا وأمريكا وتحشر ابناء الابرياء في نيران حرب لا يحصد نتاجها غير الصهيونية واما عن الفساد الذي تم النقاش حولة على الهواء الطلق امام العالم كلة في البرلمان هذة ظاهرة صحية وانه محصور وليس عام كما كان في السابق والذي لبسته حكومة الطائفية والسيدين الهالكة ثوب ... والبترول كان في عهدها في ميزان الاستيراد وفي بند الاعانات والمنح والاغاثات وليس في التصدير كما اليوم اما حكومة الجنوب التي تتغنى بها اسال ناس ريك مشار عن الدولارات المهربة بالتابوت ليوغندا وناس عرمان وسليفاكير اصحاب الحسابات في امريكا .
اخي اذا كان سماعكم لمناقشة رفع الدعم من البترول جعلكم تبرون اقلامكم لمخاطبة الشعب ليخرج للشارع ليخلع حكومة الانقاذ انتم واهمون الشعب الذي قدم (50) شاب شهيد امثال محمد الماحي قائد طليعة التحرير في معركة هجليج والشعب الذي خرج عن بكرة ابيه فرحا ومباركا للمسيرة لن ينساق لمؤامرتكم البقيضة والتي هي ليس لها حكم غير الخيانة العظماء .
اما استخفافك بسلاح الاستغفار والدعاء لا تنجرف ورا كتابك (الرواكيب ) وتخرج عن ثوابت الدين و عن جهالة ..... والا تعليق لي غير ان اذكرك بالاية الكريمة وان لم تقرأها من قبل ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمدكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ) .
اخي لا تكابر عود لرشدك ولا تجري خلف السراب فلم يلحقه غيرك ,,,,,
عبد العظيم قسم الله- Admin
- عدد المساهمات : 298
تاريخ التسجيل : 13/04/2011
مواضيع مماثلة
» فى ظل مسلسل انهيار الاقتصاد ... النظام يعوم الجنيه
» المصدر صحيفه الصحافه ... افلاس 200 مصنع دواء
» حقيقة الدولة المدنية ..!!
» وزير المالية الكاذب يكذب ويبشر بقرض ربوى لحل مشكلة الاقتصاد
» من مصادر الراكوبه الحره ... انهيار سودانير الناقل الوطنى
» المصدر صحيفه الصحافه ... افلاس 200 مصنع دواء
» حقيقة الدولة المدنية ..!!
» وزير المالية الكاذب يكذب ويبشر بقرض ربوى لحل مشكلة الاقتصاد
» من مصادر الراكوبه الحره ... انهيار سودانير الناقل الوطنى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى