سيرة اختين اسستا قرية الدوم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سيرة اختين اسستا قرية الدوم
سيرة اختين أسستا قرية الدوم
التقتا في منطقة شبه صحراوية منذ مئات السنين وتصافحتا بالاحضان وتصادقتا وكانتا لردح من الزمن متجاورتين لا تفترقان .. تشربان معا وتنامان معا وكانتا في غاية الرقة و الطيبة وهما تحتضنان اطفال القرية وتحميانهم من الحر شفقة عليهم . ورغم ان الاخت الكبرى كان لها اهل كثر في مناطق ايماني وحامدنارتي وغيرهما من المناطق، الا ان الاخت الصغرى كانت قد قدمت من بعيد رغم صلة الرحم التي بينهما . اسست الاختان القرية و تناسلتا وتكاثرتا وملأ ابناؤهما القرية على كاملها من حدود الكر جنوبا وحتى مقابر تور الشرق شمالا. تصادق الابناء مثل الامهات ، وكان جميع الابناء لا يفرق بينهم الا الموت ... ظلت هاتان الاختان تميزان قرية الدوم عن غيرها من القرى ، وصارت علاقتهما الحميمة مثلا يضرب لأي علاقة بين اختين . ساعدتا اهل القرية الجديدة في جلب ادوات التدفئة و بناء البيوت و توفير الغذاء.
تقاسمتا المهام فبينما تخصصت الاخت الكبرى في مد الأهل بالغذاء، فان الاخت الصغرى كانت مسئولة عن توفير المال لتسيير الحياة فأنتجت الكثير من السلع الهامة حيث كان يباع انتاجها في كثير من الاسواق مثل سوق السير وسوق السبت و سوق ارقو وسوق البرقيق. غير ان الاختين ارتكبتا خطأ فادحا، فهما لم تكونان تدركان عن الأمور الرسمية لقلة الوعي آنذاك و لأن المتعلمين في المنطقة كانوا يعدون على اصابع اليد الواحدة، فلم تسجل اي من الاختين ارضها باسمها بل عاشتا متجاورتين ومعهما ابناؤهما في كل ارض القرية اعتمادا على حسن النية، حتى اتى الأغراب واحتلوا ارض الاختين و بنو عليها المنازل و المرافق المختلفة .
انهزم الأبناء امام هذا الزحف الجائر من اناس قليلي الرحمة فهاجر أبناء الاخت الكبرى الى بر الحوض وقسم اربعة وبدأوا حياتهم وتكاثروا تاركين ارض الامهات. اما ما تبقى من اشقائهم فقد بدأوا يتكاثرون ببطء شديد، واتخذوا من اطراف القرية – خاصة الشرقية - موطنا بعد أن فقدوا اماكنهم في وسطها . أما الأخت الصغرى فقد تقلص نفوذها ووجودها تماما رغم ان لها فضلا كبيرا في تأسيس قرية الدوم بتقديم الدعم المادي المستمر للأهل الذين اكرموها و اطلقوا اسمها على القرية حبا لها وتيمنا بخيراتها الوفيرة .. لقد اصبحت الاختان الدومة والنخلة اثرا بعد عين بعد تغول المنازل عليهما، فهلا اعدنا تلك العلاقة الحميمة بين الدومة والنخلة الى ربوع الدوم ، وملأنا الساحات دوما ونخلا لنستذكر ساحات "الكرارق" حين كانت تعج بالسُّمار على ضوء القمر وأهلنا منهمكون في عملهم الفلولكلوري يهدون المنطقة اجمل الفنون الشعبية التي امتازوا بصناعتها وتفوقوا فيها على كل أبناء المنطقة من سلال ومقاطف وبروش ومصالي؟؟ عسى ولعل ، دعونا ننتظر.
التقتا في منطقة شبه صحراوية منذ مئات السنين وتصافحتا بالاحضان وتصادقتا وكانتا لردح من الزمن متجاورتين لا تفترقان .. تشربان معا وتنامان معا وكانتا في غاية الرقة و الطيبة وهما تحتضنان اطفال القرية وتحميانهم من الحر شفقة عليهم . ورغم ان الاخت الكبرى كان لها اهل كثر في مناطق ايماني وحامدنارتي وغيرهما من المناطق، الا ان الاخت الصغرى كانت قد قدمت من بعيد رغم صلة الرحم التي بينهما . اسست الاختان القرية و تناسلتا وتكاثرتا وملأ ابناؤهما القرية على كاملها من حدود الكر جنوبا وحتى مقابر تور الشرق شمالا. تصادق الابناء مثل الامهات ، وكان جميع الابناء لا يفرق بينهم الا الموت ... ظلت هاتان الاختان تميزان قرية الدوم عن غيرها من القرى ، وصارت علاقتهما الحميمة مثلا يضرب لأي علاقة بين اختين . ساعدتا اهل القرية الجديدة في جلب ادوات التدفئة و بناء البيوت و توفير الغذاء.
تقاسمتا المهام فبينما تخصصت الاخت الكبرى في مد الأهل بالغذاء، فان الاخت الصغرى كانت مسئولة عن توفير المال لتسيير الحياة فأنتجت الكثير من السلع الهامة حيث كان يباع انتاجها في كثير من الاسواق مثل سوق السير وسوق السبت و سوق ارقو وسوق البرقيق. غير ان الاختين ارتكبتا خطأ فادحا، فهما لم تكونان تدركان عن الأمور الرسمية لقلة الوعي آنذاك و لأن المتعلمين في المنطقة كانوا يعدون على اصابع اليد الواحدة، فلم تسجل اي من الاختين ارضها باسمها بل عاشتا متجاورتين ومعهما ابناؤهما في كل ارض القرية اعتمادا على حسن النية، حتى اتى الأغراب واحتلوا ارض الاختين و بنو عليها المنازل و المرافق المختلفة .
انهزم الأبناء امام هذا الزحف الجائر من اناس قليلي الرحمة فهاجر أبناء الاخت الكبرى الى بر الحوض وقسم اربعة وبدأوا حياتهم وتكاثروا تاركين ارض الامهات. اما ما تبقى من اشقائهم فقد بدأوا يتكاثرون ببطء شديد، واتخذوا من اطراف القرية – خاصة الشرقية - موطنا بعد أن فقدوا اماكنهم في وسطها . أما الأخت الصغرى فقد تقلص نفوذها ووجودها تماما رغم ان لها فضلا كبيرا في تأسيس قرية الدوم بتقديم الدعم المادي المستمر للأهل الذين اكرموها و اطلقوا اسمها على القرية حبا لها وتيمنا بخيراتها الوفيرة .. لقد اصبحت الاختان الدومة والنخلة اثرا بعد عين بعد تغول المنازل عليهما، فهلا اعدنا تلك العلاقة الحميمة بين الدومة والنخلة الى ربوع الدوم ، وملأنا الساحات دوما ونخلا لنستذكر ساحات "الكرارق" حين كانت تعج بالسُّمار على ضوء القمر وأهلنا منهمكون في عملهم الفلولكلوري يهدون المنطقة اجمل الفنون الشعبية التي امتازوا بصناعتها وتفوقوا فيها على كل أبناء المنطقة من سلال ومقاطف وبروش ومصالي؟؟ عسى ولعل ، دعونا ننتظر.
احمد ادريس عبيدون- عدد المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 26/04/2011
رد: سيرة اختين اسستا قرية الدوم
استاذنا الاديب احمد ادريس .. دائما ما تشوقنا لسردك الجميل الذي لايخلو من الجناس والاستعارة المكنية والمباشرة وكل فنون اللغة الفصيحة والعامية و سرد لاتكل ولاتمل منه و لاتحس بنهايتة حتى تصل لاخر نقطة فيه , اما الموضوع فهو واقعي ويخاطب امر مهم جدا هو مرض هذا العصر وهو انتشار القبلية والجهوية والعنصرية البغيضة التي تفشت في مجتمعنا السوداني عامة والشمالية لم تسلم منها وللاسف في وقت تتحد فيه كل شعوب العالم ورغم اننا لم نعاني من نقص في التعليم والثقافة وسط شبابنا ولكن حب الدنيا وعدم التمسك بعقيدتنا كان سببا في تفشي هذا السرطان بداية من مستوى الولاية الى القبيلة والاسرة وحتى وصل بين افراد الاسرة الواحدة حتى اصبحت( الانا ) هي اللغة السائدة في مجتمعاتنا ولكن نتمنى ان تسود صفة الإيثار والاخوة والامانة والصدق كل (الوصايا العشرة ) عندها سيكون هم الفرد بناء الاسرة والمجتمع ثم الوطن والامة .والرياضة هي عامل وحدة وصداقة وحب وليس كما يحدث في منطقتنا عامل تفرقة وكراهية ولابد للعودة للجزور ولترجع الاختان تعيشان مع بعضهما كبنات شعيب متحباتان او حتى كهارون يشد عضضد اخيه .
اخوك / عبد العظيم محمد
اخوك / عبد العظيم محمد
عبد العظيم قسم الله- Admin
- عدد المساهمات : 298
تاريخ التسجيل : 13/04/2011
رد: سيرة اختين اسستا قرية الدوم
لك الشكر اخي عبد العظيم على مرورك .. نعم .. ان ترجع الاختان (الدومة والنخلة) و تعيشان معا كبنتي شعيب .. تسقيان هو تمنيات أولئك الذين رأوا الدوم من العواجيز امثالنا عندما كانت اشجار الدوم واشجار النخيل تتعانق في الزرايب تعكس للناس اصول المحبة والألفة و كنا ونحن صغار يهمنا من النخلة بلحها ومن الدومة ثمرتها "فنأكل" و "نَكُدْ". لكن اهلنا كانت للدومة والنخلة عندهم قيمة أخرى تراثية واقتصادية وجمالية ... الحمد لله بدأ النخل يعم قرية الدوم مرة أخرى ولكن لأسف شجرة الدوم بدأت تختفي وأنا بالمناسبة احب جدا شجر الدوم لدرجة انني عندى شتلة دوم امام منزلي اسأل عنها في كل اتصال هاتفي بالبلد وأتولاها بالرعاية طوال اجازتي .. الله يديك العافية وعاوزين زيادة همة للمنتدى .. شايف الناس نايمة..عبد العظيم قسم الله كتب:استاذنا الاديب احمد ادريس .. دائما ما تشوقنا لسردك الجميل الذي لايخلو من الجناس والاستعارة المكنية والمباشرة وكل فنون اللغة الفصيحة والعامية و سرد لاتكل ولاتمل منه و لاتحس بنهايتة حتى تصل لاخر نقطة فيه , اما الموضوع فهو واقعي ويخاطب امر مهم جدا هو مرض هذا العصر وهو انتشار القبلية والجهوية والعنصرية البغيضة التي تفشت في مجتمعنا السوداني عامة والشمالية لم تسلم منها وللاسف في وقت تتحد فيه كل شعوب العالم ورغم اننا لم نعاني من نقص في التعليم والثقافة وسط شبابنا ولكن حب الدنيا وعدم التمسك بعقيدتنا كان سببا في تفشي هذا السرطان بداية من مستوى الولاية الى القبيلة والاسرة وحتى وصل بين افراد الاسرة الواحدة حتى اصبحت( الانا ) هي اللغة السائدة في مجتمعاتنا ولكن نتمنى ان تسود صفة الإيثار والاخوة والامانة والصدق كل (الوصايا العشرة ) عندها سيكون هم الفرد بناء الاسرة والمجتمع ثم الوطن والامة .والرياضة هي عامل وحدة وصداقة وحب وليس كما يحدث في منطقتنا عامل تفرقة وكراهية ولابد للعودة للجزور ولترجع الاختان تعيشان مع بعضهما كبنات شعيب متحباتان او حتى كهارون يشد عضضد اخيه .
اخوك / عبد العظيم محمد
احمد ادريس عبيدون- عدد المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 26/04/2011
مواضيع مماثلة
» قرية الدوم ( ظل يمتد وشمس ساطعة)
» قام تاني جاب سيرة بشة
» السليم دنقلا في ثوان
» الصحة في الدوم
» الدوم بلد الجود والكرم
» قام تاني جاب سيرة بشة
» السليم دنقلا في ثوان
» الصحة في الدوم
» الدوم بلد الجود والكرم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى