للمـقـارنـــة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
للمـقـارنـــة
هي من المعمرين في الأرض الذين تركوا آثارهم الحميدة وخدماتهم المفيدة وصفاتهم النادرة ... كانت تمتاز بصمود منقطع النظير. فهي لم تكن تشتكي من تقلبات الجو في بلادي، فسيان عندها الحر أو البرد .. تراها في عز الشتاء وهي تبترد وحولها الناس ينتفضون من شدة البرد ويلتحفون أدفأ ما اقتنته ايديهم. ثم في الحر تراها تحت الشمس تعمل بكل جد والناس يبحثون عن الظل ..
أحبّها الناس جميعا .. وتعاملوا معها بكل احترام وتقدير، وكانت هي كريمة واصيلة ترد الجميل وتحفظه. كانت وحدها في الساحة دون منافس و لكنها لم تستغل ذلك بل كانت تعمل بجد كأن لها ألف منافس .. تلك هي الاصالة التي ورثتها عن اسلافها منذ مئات السنين ... عشقت مثلها مثلنا النيل و اقتاتت على مائه ولكن لعلاقتها به خصوصية، فقد اتخذت من ضفافه مسكنا. واذا لم تجد على ضفاف النيل فرصة كانت تحفر حيثما طاب لها حتى تصل الماء وعليه تعيش وتعمل .. لها حيوية وهي تدور حول نفسها في حركة يحسبها الشخص هستيريا ولكن في هذا عملها .. لا يخفي على احد صوتها الرخيم الجذاب عندما تترنم وهي تعمل .. كان هذا الصوت يخرج من حنجرتها التي تهتم بها دائما فتمسحها بأجود انواع الزيت المصنوع محليا بعيدا عن اي مواد كيمائية مضافة وذلك لتحافظ على صوتها المميز.. تدور وتدور حتى تلبي طلب أهلها وهي تقطع المسافات تمد أياديها الطويلة لتمد الناس وكل الأحياء بأسباب العون والمساعدة .
احترمها اهلنا وقدروها وكرموها في احتفالات موسمية و فصلوا عليها النياشين والدروع و قيلت فيها اجمل الأشعار تغزلا ولكنها لم تبطر او تتعالى .... عُطْلَتها السنوية ثلاثة اشهر فقط رغم الجهد الذي تبذله، فتراها تقضي اجازتها واقفة ونادرا ما تستلقى على جنبها مستندة على الارض دون فرش او غطاء، ثم ما تلبث ان تعود لعملها مع بداية الشتاء .. ورغم ذلك هي احيانا تعمل صيف شتاء فهي بنت البيئة المطيعة لأوامرها.
وبعد كل هذه التضحيات فان الانسان - وهذ طبعه- ما يلبث ان يمل ويبحث عن التغيير الذي هو سنة الحياة ، ناسيا كل أِلفة و باحثا عن الجديد " مهما كان أحيانا". فما أن رأى الانسان احدى المنافسات تتهادى وهي قادمة من وراء البحار ومن بلاد الهند تحديدا، حتى اعجبته الهندية القادمة فتهافت الجميع على القادمة الجميلة .. ولم يمر وقت طويل حتى اكتشف الانسان أن للهندية صوتا ابحّاً منفِّّرا وحركة سريعة تفتقد الى الرزانة، ولكن الانسان - وبعقدة الخواجة- اهتم بها لمجرد انها منافسة من الخارج ، معجبا بقوتها التي فاقت فيها بنت البيئة اضعافا. هكذا، وبنكران للجميل نسي الانسان صديقته القديمة بكل تاريخها و استبدل رقتها وحنيتها وبركتها بهذه القادمة ذات الصوت الاجش والسرعة الخرقاء.. وبعد مرور فترة قصيرة يكتشف الانسان ان محبوبته الجديدة لا بركة فيها رغم كل الحيوية التي تبدو عليها، فهي غير ودود وغير ولود و بخيلة واياديها القصيرة غير واصلة للمحتاج وتدور في مساحة ضيقة تأتي على قدرها بركتها .....
نعم اخوتي الاعزاء.. هذه هي المقارنة حين استبدل الانسان الساقية الحنينة المبروكة بوابورات "اللستر" والألفا" الهندية التي كما يقول اهلنا "بركتها في صوتها "... الساقية التي للأسف صارت جزءا من التاريخ رغم انها كانت يوما ما هي التاريخ نفسه و كان التاريخ يستمد فخره من دورانها ويعتز ان هو انكتب فيها ...
أحبّها الناس جميعا .. وتعاملوا معها بكل احترام وتقدير، وكانت هي كريمة واصيلة ترد الجميل وتحفظه. كانت وحدها في الساحة دون منافس و لكنها لم تستغل ذلك بل كانت تعمل بجد كأن لها ألف منافس .. تلك هي الاصالة التي ورثتها عن اسلافها منذ مئات السنين ... عشقت مثلها مثلنا النيل و اقتاتت على مائه ولكن لعلاقتها به خصوصية، فقد اتخذت من ضفافه مسكنا. واذا لم تجد على ضفاف النيل فرصة كانت تحفر حيثما طاب لها حتى تصل الماء وعليه تعيش وتعمل .. لها حيوية وهي تدور حول نفسها في حركة يحسبها الشخص هستيريا ولكن في هذا عملها .. لا يخفي على احد صوتها الرخيم الجذاب عندما تترنم وهي تعمل .. كان هذا الصوت يخرج من حنجرتها التي تهتم بها دائما فتمسحها بأجود انواع الزيت المصنوع محليا بعيدا عن اي مواد كيمائية مضافة وذلك لتحافظ على صوتها المميز.. تدور وتدور حتى تلبي طلب أهلها وهي تقطع المسافات تمد أياديها الطويلة لتمد الناس وكل الأحياء بأسباب العون والمساعدة .
احترمها اهلنا وقدروها وكرموها في احتفالات موسمية و فصلوا عليها النياشين والدروع و قيلت فيها اجمل الأشعار تغزلا ولكنها لم تبطر او تتعالى .... عُطْلَتها السنوية ثلاثة اشهر فقط رغم الجهد الذي تبذله، فتراها تقضي اجازتها واقفة ونادرا ما تستلقى على جنبها مستندة على الارض دون فرش او غطاء، ثم ما تلبث ان تعود لعملها مع بداية الشتاء .. ورغم ذلك هي احيانا تعمل صيف شتاء فهي بنت البيئة المطيعة لأوامرها.
وبعد كل هذه التضحيات فان الانسان - وهذ طبعه- ما يلبث ان يمل ويبحث عن التغيير الذي هو سنة الحياة ، ناسيا كل أِلفة و باحثا عن الجديد " مهما كان أحيانا". فما أن رأى الانسان احدى المنافسات تتهادى وهي قادمة من وراء البحار ومن بلاد الهند تحديدا، حتى اعجبته الهندية القادمة فتهافت الجميع على القادمة الجميلة .. ولم يمر وقت طويل حتى اكتشف الانسان أن للهندية صوتا ابحّاً منفِّّرا وحركة سريعة تفتقد الى الرزانة، ولكن الانسان - وبعقدة الخواجة- اهتم بها لمجرد انها منافسة من الخارج ، معجبا بقوتها التي فاقت فيها بنت البيئة اضعافا. هكذا، وبنكران للجميل نسي الانسان صديقته القديمة بكل تاريخها و استبدل رقتها وحنيتها وبركتها بهذه القادمة ذات الصوت الاجش والسرعة الخرقاء.. وبعد مرور فترة قصيرة يكتشف الانسان ان محبوبته الجديدة لا بركة فيها رغم كل الحيوية التي تبدو عليها، فهي غير ودود وغير ولود و بخيلة واياديها القصيرة غير واصلة للمحتاج وتدور في مساحة ضيقة تأتي على قدرها بركتها .....
نعم اخوتي الاعزاء.. هذه هي المقارنة حين استبدل الانسان الساقية الحنينة المبروكة بوابورات "اللستر" والألفا" الهندية التي كما يقول اهلنا "بركتها في صوتها "... الساقية التي للأسف صارت جزءا من التاريخ رغم انها كانت يوما ما هي التاريخ نفسه و كان التاريخ يستمد فخره من دورانها ويعتز ان هو انكتب فيها ...
احمد ادريس عبيدون- عدد المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 26/04/2011
رد: للمـقـارنـــة
شكرا يا خال على الكلمات الرائعات والله ذى ما قلت زمان البلد كان بى خيره [وساقيتنا لسه مدوره ]طبعا نحنا ما شفناها مدوره لكن شفناها واقفه ومع انو الوسائل كان بدائيه لكن الخير والبركه كان اوفر والبركه كانت نازله فى البلد ولى هسى ساقيه جدى القاضى واقفه فى حامد نارتى جنب البيت القديم ........ وكل مره الوالده تقول لينا انتو شفتو ايام زمان ايام ابوك كان [اروتى] وكان زمان ........... قول للزمان ارجع يا زمان ............ز
عصام القاضي- عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 19/11/2011
رد: للمـقـارنـــة
اشكرك جزيل الشكر عصام على المداخلة واقدرها حق تقديرها .. الساقية من ادوات التراث عندنا وكويس انك شفتها حتى لو واقفة لكن هناك من ابنائنا من لم يرها مطلقا .. والله الساقية تستأهل عن يضعوا لها مجسما ضخما عن مدخل مدينة دنقلا او عند الكوبري .. شكرا لك مرة اخرى وادام الله عليك الصحة فمرورك زين الصفحة
احمد ادريس عبيدون- عدد المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 26/04/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى